شهدت الساحة الإعلامية المصرية بداية من سبتمبر 2024 حالة من الغموض حول وضع الإعلامية رضوى الشربيني بعدما أعلنت فجأة انتهاء تعاقدها مع قناة “CBC سفرة” التي احتضنت برنامجها الشهير “هي وبس” لسنوات.

وغابت الشربيني عن التلفزيون ما يقارب الثمانية أشهر منذ ذلك التاريخ، مكتفيةً حينها بنشر رسالة شكر موجزة لجمهورها وأصحاب العمل، دون كشف تفاصيل إضافية عما دفعها لطلب إنهاء التعاقد. وفي وداعها لبرنامجها، أعربت عن امتنانها لدعم متابعيها بقولها:

“إلى لقاء قريب بإذن الله”

مما أثار دهشة محبيها الذين تساءل عدد منهم عن أسباب هذا القرار المفاجئ. الجدير بالذكر أن رضوى الشربيني اكتسبت شهرة واسعة خلال السنوات الماضية ببرنامجها الذي كان يركز على قضايا المرأة والمجتمع، ما جعل قرار “الغياب” محل اهتمام ومتابعة من قطاع كبير من جمهورها.

أحدث ظهور لرضوى الشربيني في زفاف أمينة خليل: أناقة، حضور، ورسائل غير مباشرة

في أول إطلالة اجتماعية لها بعد إعلان عودتها المرتقبة إلى الشاشة

لفتت الإعلامية رضوى الشربيني الأنظار خلال حضورها حفل زفاف الفنانة أمينة خليل على المصور أحمد زعتر، في واحدة من أضخم مناسبات الوسط الفني لهذا العام. وحرصت الشربيني على الظهور بإطلالة أنيقة وجذابة، حيث تألقت بفستان أسود كلاسيكي حمل توقيع أحد المصممين المحليين، مع تسريحة شعر بسيطة ومكياج يبرز ملامحها الطبيعية، ما أعاد للأذهان شخصيتها القوية والواثقة التي عُرفت بها على الشاشة.

وما بين التهاني العفوية التي وجهتها للعروس، والصور التي شاركتها مع متابعيها على “إنستغرام”، بدا واضحًا أن رضوى اختارت هذا الحدث ليكون رسالة مزدوجة: رسالة دعم لنجمة شابة تحتفل بخطوة جديدة في حياتها، ورسالة شخصية تؤكد بها تواجدها اللافت رغم فترة الغياب.

مصادر داخل الحفل تحدثت لـ”جورنال العرب” عن تفاعل ملحوظ بين رضوى والعديد من نجوم الفن والإعلام، أبرزهم منى زكي ولميس الحديدي، حيث دارت أحاديث سريعة عن استعداداتها للموسم الجديد من برنامجها على قناة DMC. حضورها اللافت، رغم عدم إعلانها الرسمي عن موعد انطلاق البرنامج، منح مؤشرات قوية على أن عودتها لن تكون تقليدية، بل مدروسة ومحسوبة في كل تفاصيلها.

رضوى الشربيني لا تعود فقط إلى الشاشة، بل تعود إلى الأضواء بخطى واثقة، مدعومة بحضور اجتماعي متوازن يسبق مرحلة جديدة من مشوار إعلامي يبدو أنه سيحمل الكثير من المفاجآت.

كواليس العودة والتحضيرات

في نهاية مايو 2025، أنهى الغموض الذي أحاط بعودتها عندما أعلنت قناة DMC التعاقد مع الإعلامية رضوى الشربيني لتقديم موسم جديد من “هي وبس”.

فقد نشرت القناة عبر حساباتها الرسمية مقطعاً ترويجياً قصيراً جاء فيه شعار “مهما غابت.. راجعة أقوى، أجرأ، وبشكل جديد“، وهو ما ركّز الأنظار على حقيقة عودتها للشاشة.

وتشير مصادر إعلامية مطلعة إلى أن الترتيبات لكشف هذا الإعلان استغرقت عدة أشهر من المفاوضات بين فريق رضوى وإدارة القناة، إذ ربط الطرفان الملامح العامة للشراكة الجديدة بين تطوير شكل البرنامج وضمان استمراريته. وأفادت معلومات خاصة بأن البرنامج سيبث بعدد حلقات أسبوعية أكثر من المواسم السابقة، مع المحافظة على اسمه “هي وبس”، وإن كان الحديث الإعلامي الداخلي يشير إلى مناقشات حول إمكانية تغيير العنوان إلى اسم جديد (ورد في التسريبات عنوان مقترح هو “على أسيادكم سيدة”).

كما أُكد أن الصيغة الإنتاجية ستشهد تحوّلاً إلى “فورماتط حديث يدمج تقنيات بصرية وإضاءة متطورة لم تُستخدم من قبل في البرامج الحوارية المماثلة، علاوة على تعديل ديكور الاستوديو لتعزيز الطابع الديناميكي والجذاب للمشاهد.

البرنامج الجديد: الرؤية والرسالة والتغييرات

يُتوقّع أن يحمل الموسم الجديد من “هي وبس” نفس الخطوط العريضة التي اشتهرت بها إعلامياً رضوى الشربيني، مع إضافة بعض التجديدات الموعودة. فـ”هي وبس” أصلاً قائم على مناقشة مواضيع تخص المرأة، من قضايا الزواج والأسرة إلى التمييز والتمكين، في أسلوب صريح وواقعي جعل منها صوتاً بارزاً في الدفاع عن حقوق المرأة.

وفي بيئته الجديدة على DMC، يؤكد العاملون على البرنامج أن الرؤية ستواصل هذا النهج البشري والتوعوي، إذ سيظل التركيز على “الحالات الإنسانية وقضايا المرأة” كما هو معلن، مع التوسع في الاختيارات التفاعلية. ويتوقع أن يقدم الموسم القادم حلقات عن قصص واقعية تؤثر في المتابعين، إلى جانب مقابلات مع خبراء ومتخصصين لتقديم حلول ونصائح عملية، على نحو يوازن بين الجدية والأمل.

في المقابل، ستُبرز التغييرات الشكلية أدوات جديدة للعرض (من جرافيكس حديث وتصوير متجدد)، بهدف وصول الرسالة بشكل أكثر قوة. ويفيد منسوبو القناة أن الهدف من هذه التطويرات هو “خروج البرنامج بحلة بصرية وفنية تناسب المتغيرات الحالية”، مع الاحتفاظ بروح الصراحة والجرأة التي تميزت بها رضوى في الماضي. في سياق ذلك، يعوّل القائمون على المشروع على تنويع الفقرات وتحديث عناوينها، بحيث تندمج التقنيات الإعلامية الحديثة كالبث المباشر والتواصل الإلكتروني مع فقرات الاستوديو التقليدية، في تجربة يصفها البعض بأنها “أكثر تفاعلية وقرباً من الجمهور”.

تصريحات رضوى الشربيني حول العودة

خلال الفترة التي تلت إعلان إنهاء عقدها مع CBC، التزمت رضوى الشربيني الصمت الإعلامي إلى حد كبير، مكتفية ببيان موّجَه عبر حسابها الرسمي على إنستجرام. في ذلك البيان شكرت الشربيني إدارة القناة وشركة المتحدة التي تتبعها، على ما اكسبها من خبرات ومهارات خلال سنوات عملها معهم، متمنية لهم دوام النجاح، واختتمت بتوجيه الشكر الكبير لمتابعيها ومحبيها على دعمهم وحبهم.

وعبرت مراراً عن شوقها للقاء جمهورها دون تحديد وقت معين، واكتفت بجملة “إلى لقاء قريب بإذن الله”.

وبعيداً عن مواقع التواصل، تحدثت رضوى الشربيني في مناسبة سابقة (بث مباشر على إنستجرام) عن موعد عودتها، فأكدت أنها سترجع إلى الشاشة “عندما تكون جاهزة”، مشددة على أنها تركز حالياً على العمل وتحقيق إنجازاتها الشخصية.

وقد أوضحت في ذلك الحديث أنها لا تريد رهن مستقبلها بانتظار الزواج أو الاستقرار العائلي فقط، بل تمضي قائلة:

كلّ حاجة هتتحل لما نشغل نفسنا ونشتغل وننجح ونعمل فلوس… لو لقيت الشخص المناسب أكيد هتجوز عادي.

تأتي هذه التصريحات لتؤكد أن رضاها بالعودة لن تكون إلا بعد ضمان أنها في أفضل جاهزية مهنية ونفسية. عموماً، بدا من كلماتها أنها متحمسة لهذه العودة الجديدة، وإن لم تصدر عنها أقوال مباشرة حول الموسم المُرتقب على DMC إلا بالتلميح إلى شوقها للقاء جمهورها مجدداً والتطور في مسيرتها.

ردود الفعل من الجمهور ووسائل الإعلام

سرعان ما انتشر نبأ عودة رضوى الشربيني كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، حيث تصدر اسمها محركات البحث وفيديوهات شوق DMC خلال ساعات قليلة من الإعلان. واحتفى الجمهور العريض بالخبر بحماس كبير، فجاءت تعليقات الكثيرين على صفحات التواصل الاجتماعي داعمة ومبتهجة.

فقد غرد بعض المغردين بـ”مبروك يا رضوى” معبّرين عن انتظارهم للموسم الجديد، بينما رأى آخرون في ظهورها المرتقب تأكيداً على المكانة الجماهيرية التي تحظى بها.

من جانبها، تناولت وسائل الإعلام الخبر بشكل واسع؛ فجالت العديد من المواقع والصحف الإلكترونية تفاصيل عودتها وأبرزت موقفها كرائدة إعلامية مهتمة بقضايا المرأة. وأشادت تقارير فنية بتمسكها برسالتها وتميز برنامجها القديم، متوقعة أن يزيد الموسم القادم من شعبية “هي وبس” بين فئات أوسع من المشاهدين. كما رأى محللون أنها صممت على تجديد صورتها التلفزيونية استجابة لمطالب جيل جديد من المتابعين. بوجه عام، جاءت ردود الفعل إيجابية غالباً، فرأى متابعون بأن عودتها ستشكل إضافة قوية لخريطة الدراما الحوارية في مصر، بينما تمنّى البعض أن تحافظ على صوابها وجرأتها في تناول القضايا المنتظر طرحها.

موضوعات ذات صلة

تفاصيل حصرية وتسريبات حول البرنامج الجديد

كشفت مصادر داخلية في القناة أن التحضيرات لموسم “هي وبس” الجديد انطلقت منذ أسابيع

وأن فريق العمل يجري اختياراً دقيقاً للمضمون الذي سيتناسب مع صياغة القالب المتجدّد. ووفقاً لمطلعين، فإن DMC لم تكتف بالاستمرار بالاسم القديم فحسب، بل تعتزم منح البرنامج “قوّة بصرية” جديدة؛ إذ جرى اختبار تقنيات بصرية حديثة لم ترَ مثيلاً لها في برامج مصرية حوارية من قبل، مثل شاشات عرض تفاعلية ورسوم متحركة توضيحية.

كما أشار المصدر إلى أن عدد حلقات الأسبوع قد يتجاوز المألوف، بينما سيتم عرضها في أوقات مختلفة ضمن خريطة القناة لضمان وصول الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين. وتحدثت المصادر عن اهتمام خاص بتعديل ديكور الاستوديو والإضاءة بحيث تعكس الهوية الجديدة للبرنامج؛ مع التخطيط لافتتاحية جديدة وحلقات ختامية تحمل توقيع رضوى المميز.

وعلى الرغم من أن العنوان النهائي للبرنامج لم يُحسم بشكل رسمي بعد، علمنا أن النقاشات الداخلية كانت تتناول إمكانية تغيير علامة البرنامج التجارية لتجديد الهوية، إلا أن التوجه العام يميل إلى الاحتفاظ باسم “هي وبس” كمضمون معروف لدى الجمهور. باختصار، فإن خلف الكواليس يُعدّ الاستعداد الموسّع لعودة الشربيني بمثابة مشروع متكامل، يجمع بين التحرير والإنتاج الفني والترويج الجماهيري، في محاولة لتقديم عرض إعلامي متكامل يجمع بين الطابع الاجتماعي والعصري في آن واحد.

عودة رضوى الشربيني المرتقبة

في المجمل، تبدو عودة رضوى الشربيني المرتقبة كخطوة مهمة في مسيرتها، يعقد عليها جمهورها آمالاً بعودة قوية تحمل رسائل دفعةً واحدة نحو قضايا مهمة في مجتمعنا. يذكر أن إعلان DMC قد وضع المخرجين والمنتجين أمام تحدٍ لتكثيف الجهود خلال الفترة القادمة، وسط ترقّب عام لانطلاق الموسم الجديد من “هي وبس” في أقرب وقت.