في واحدة من أبرز صفقات الميركاتو الصيفي في الكرة المصرية، أعلن النادي الأهلي المصري، يوم الأحد، تعاقده رسميًا مع النجم الدولي محمود حسن “تريزيجيه”، لاعب الريان القطري السابق، في عودة تريزيجيه إلى الأهلي بعد رحلة احتراف طويلة وناجحة.
عودة الفتى الذهبي، كما وصفه الأهلي في الإعلان الرسمي على حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي، لم تكن مجرد خبر عابر، بل مثلت لحظة استثنائية في ذاكرة الجماهير، ورسالة قوية من الإدارة بأنها تسير بخطى واثقة نحو إعادة بناء الفريق بما يتماشى مع الطموحات المحلية والدولية.
تفاصيل العقد ومدة التعاقد
أعلن الأهلي أن تريزيجيه وقع عقدًا لمدة خمس سنوات تبدأ من يونيو الجاري، على أن يكون اللاعب متاحًا للمشاركة ضمن صفوف الفريق في الاستحقاقات القادمة، وأبرزها كأس العالم للأندية، المقرر إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أسبوعين. تمثل البطولة محطة فارقة في تاريخ النادي، ويأمل الأهلي من خلالها أن يظهر بأفضل صورة تمثل القارة الإفريقية.
مفاوضات سرية ومنافسة شرسة
كواليس صفقة تريزيجيه
بحسب مصادر داخل القلعة الحمراء
بدأت مفاوضات الأهلي مع تريزيجيه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتحديدًا عقب التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا. طلب المدير الفني مارسيل كولر تدعيم الخط الأمامي بلاعب يمتلك خبرة دولية، وقدرة على اللعب في أكثر من مركز هجومي.
شهدت الصفقة أسرارًا وكواليس عديدة، إذ بدأت بتحركات غير معلنة من قبل مسؤولين مقربين من لجنة التعاقدات، وتم التواصل مع اللاعب عبر وكلائه، الذين أكدوا أن تريزيغيه منفتح على فكرة العودة إلى ناديه الأم، خاصة بعد موسم غير مرضٍ في الدوري القطري.
رغم وجود عروض خليجية أبرزها من اتحاد جدة والعين الإماراتي، إلا أن رغبة اللاعب كانت واضحة في العودة إلى الأهلي. وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشرط إنهاء كافة التفاصيل المالية والتجارية بشكل احترافي قبل الإعلان الرسمي.
اللاعب يتنازل عن مستحقات لتسهيل العودة
في خطوة تعكس ولاء تريزيجيه للنادي الأهلي، أكدت مصادر أن اللاعب تنازل عن جزء من مستحقاته لدى الريان القطري من أجل تسهيل فسخ التعاقد. وساهم ذلك بشكل مباشر في تسريع المفاوضات مع الأهلي، وفتح الباب أمام توقيع العقد طويل الأمد.
الإدارة، من جانبها، عرضت حزمة تسويقية تتضمن شراكات رعاية وإعلانات موجهة لرفع القيمة التجارية لصفقة تريزيغيه، بما يتماشى مع سياسة الأهلي في تسويق نجومه واستثمار العائد الإعلامي والجماهيري.
تريزيغيه.. رحلة نجم بدأ من التتش
تاريخ تريزيجيه مع الأهلي
يمتد منذ أيامه الأولى في قطاع الناشئين، حيث تم تصعيده للفريق الأول في سن مبكرة، وتمكن من إثبات قدراته بسرعة، ليساهم في التتويج بعدة ألقاب قارية ومحلية. ثم بدأت رحلته الاحترافية في أوروبا عام 2015، التي قادته للعب في أندية مثل أندرلخت البلجيكي، قاسم باشا التركي، أستون فيلا الإنجليزي، باشاك شهير، وأخيرًا الريان القطري.
رغم بعد المسافة عن الدوري المصري، حافظ تريزيغيه على ارتباطه بالجماهير ومتابعته المستمرة لأخبار الأهلي، وظلت فكرة العودة في ذهنه دائمًا.
رؤية كولر الفنية ودور تريزيغيه
يرى مارسيل كولر أن دمج تريزيجيه في تشكيل الأهلي سيساهم في رفع مستوى الهجوم بشكل كبير، خصوصًا في ظل ما يمتلكه اللاعب من قدرة على التحول السريع، اللعب على الأطراف، وتنفيذ الضغط العالي بكفاءة.
وجود تريزيغيه سيمنح الأهلي مرونة تكتيكية، خاصة في المباريات الكبرى. ومن المتوقع أن يشارك أساسيًا في المباريات التحضيرية قبل بطولة العالم للأندية، حيث سيشكل ثنائيًا منتظرًا مع بيرسي تاو أو إمام عاشور، حسب الخطة الفنية.
جماهير الأهلي تحتفي بالعودة التاريخية
ردة فعل الجماهير على الصفقة كانت استثنائية. فقد تصدرت أخبار صفقة تريزيجيه مواقع التواصل، وتفاعل المشجعون مع فيديو الإعلان الرسمي بشكل واسع، معتبرين أن عودة تريزيجيه إلى الأهلي تشبه من حيث التأثير عودة محمد أبو تريكة بعد فترة إعارة قصيرة في الإمارات، من حيث الرمزية والارتباط العاطفي بالنادي.
ورأى كثيرون أن الصفقة ليست مجرد تعزيز فني بل “رسالة معنوية” تعكس قوة العلاقة بين الأهلي ولاعبيه، وتؤكد أن العودة دائمًا متاحة لأبناء النادي المخلصين.
التحديات المقبلة ودور تريزيغيه المنتظر
ينتظر تريزيجيه تحدٍ جديد في الدوري المصري بعد سنوات الغياب، وهو تحدٍ يحتاج فيه إلى إعادة التكيف مع النسق المحلي، وضغط المباريات، وسط تطلعات جماهيرية ضخمة. لكن إدارة الأهلي تثق في جاهزيته، وخصصت له برنامج إعداد بدني وفني متكامل، بهدف تجهيزه سريعًا لمشاركة فعالة في مونديال الأندية وما يليه.
من المؤكد أن تأثير تريزيغيه في الأهلي لن يكون عابرًا، بل هو رهان كبير من الإدارة والجهاز الفني على نجم يعرف جيدًا طبيعة هذا القميص، ويملك من الخبرة ما يؤهله لقيادة الفريق نحو البطولات محليًا وقاريًا وعالميًا.
ابن الأهلي يعود في التوقيت المثالي
عودة تريزيجيه إلى الأهلي
ليست مجرد انتقال جديد، بل قصة انتماء وعنوان للوفاء. وهي صفقة تؤكد أن الأهلي لا ينسى أبناءه، ولا يتردد في إعادتهم حين تحين اللحظة المناسبة.
أما تريزيجيه، فقد اختار أن يضع نقطة ختامية مميزة لمسيرته، حيث بدأ منها، وحيث تنتمي روحه وجمهوره. والكل في الانتظار: الجماهير، الإدارة، زملاؤه في الفريق، وحتى المنافسون… الجميع ينتظر ماذا سيقدم “الفتى الذهبي” في فصله الجديد بقميص الأهلي.
تم تحرير هذا المقال وصياغته بإبداع من فريق جورنال العرب 2025، حيث تم تزويده بأحدث المعلومات وأعمق التحليلات لتقديم محتوى استثنائي لا مثيل له.
