من إعلام الأنظمة إلى إعلام الجماهير
من إعلام الأنظمة إلى إعلام الجماهير

من إعلام الأنظمة إلى إعلام الجماهير

1 دقيقة


منذ بداية عصر الإعلام، كان الإعلام التقليدي في العالم العربي، وحتى في العديد من أنحاء العالم، يخضع لهيمنة الأنظمة الحاكمة التي كانت تتحكم في وسائل الإعلام وتوجهها بما يتناسب مع مصالحها. فالتلفزيون والصحافة والراديو كانت أدوات بيد الحكومات، يتم استخدامها لتوجيه الرأي العام وتعزيز السلطة السياسية، بينما كان دور الجمهور مقتصرًا على الاستهلاك السلبي للمحتوى.

لكن مع ظهور الإنترنت وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، بدأنا نشهد تحولًا هائلًا في مفهوم الإعلام. تحول من إعلام تتحكم فيه الأنظمة إلى إعلام يملكه الجمهور. أصبح لكل فرد منصته الخاصة، وبرزت جماهير ضخمة تؤثر في اتجاهات الإعلام وتساهم بشكل مباشر في تشكيل المحتوى. الإعلام الذي كان في السابق مقتصرًا على قنوات قليلة بات اليوم متنوعًا ومتعددًا، حيث يمكن لأي شخص أن يصبح صانعًا للمحتوى، مشاركًا في بناء الخطاب العام.

في هذا المقال، سنتناول هذا التحول الجذري في الإعلام، من إعلام الأنظمة الذي كان يخدم أجندات سياسية معينة إلى إعلام الجماهير الذي يفتح الباب لمشاركة واسعة ومفتوحة، ويتناول تأثير هذه التحولات على المجتمعات العربية.

1. من الفاكس والراديو إلى تيك توك: تحوّل لم يكن في الحسبان

في زمنٍ كانت فيه وسائل الإعلام التقليدية تفرض هيمنتها بلا منازع، كان المواطن العربي مجرد متلقٍّ سلبي. الراديو والتلفاز الحكومي رسما الإطار العام لما يجب أن يُقال ويُسمع، بينما كانت الصحف الورقية تُقدم جدولًا معرفيًا جامدًا لا يقبل النقاش. كل شيء كان يأتي من أعلى إلى أسفل، في نظام مغلق أشبه بمنزل لا نوافذ له.

ثم جاء الإنترنت، بدايةً خجولة عبر المنتديات والبريد الإلكتروني، لكن ما لبث أن تحول إلى أداة تمرد ناعمة. ومع ظهور فيسبوك وتويتر ويوتيوب، لم يعد أحد ينتظر نشرة الأخبار ليعرف ما يجري؛ بل أصبح هو نفسه مراسلًا ومعلقًا وصانعًا للرأي العام.

2. المواطن الصحفي: حين تحوّل الهاتف إلى منصة إعلامية

في عصرٍ يتسارع فيه تطور التكنولوجيا بشكل مذهل، أصبحت القوة الإعلامية بيد الفرد العادي، الذي يمكنه الآن أن يخلق الخبر وينشره بنفسه عبر منصات التواصل الاجتماعي. أصبح الهاتف المحمول، الذي كان في الماضي أداة للتواصل الشخصي، هو الآن أداة إعلامية قوية، تمنح أي شخص القدرة على تقديم رسالته للعالم. المواطن الصحفي لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح واقعًا يوميًا يعيش في كل زاوية من زوايا المجتمع. أي شخص يمكنه اليوم أن يصبح ناشرًا، صحفيًا، أو حتى مؤثرًا، عبر كاميرا هاتفه، ليتابع الآلاف أو حتى الملايين من الناس في دقائق معدودة.

المواطن الصحفي حين تحوّل الهاتف إلى منصة إعلامية
المواطن الصحفي حين تحوّل الهاتف إلى منصة إعلامية

واحدة من أبرز الأمثلة على تأثير المواطن الصحفي

ظهرت خلال ثورات الربيع العربي في 2011، حيث شهدنا كيف أن الشباب في تونس ومصر وغيرهما من البلدان العربية كانوا يقومون بتوثيق أحداث الشوارع بثوانٍ عبر هواتفهم المحمولة. فلم تكن الأخبار تنطلق فقط من القنوات الفضائية أو من استوديوهات التلفزيون، بل أصبحت الأحداث تُبث بشكل مباشر من المواقع التي كان يظن أنها بعيدة عن الأضواء.

في تونس، كانت صفحات فيسبوك و تويتر هي الأدوات التي ساعدت على تجميع الجماهير وتنظيم الاحتجاجات ضد الحكومة في وقت كان فيه الإعلام الرسمي مغلقًا أو مغيّبًا عن الحقيقة. وفي مصر، كان «الهاشتاج» هو الأساس لتحفيز الناس على الخروج للشارع، وأصبح المواطن الصحفي هو أول من نقل الأحداث في ميدان التحرير قبل أن تلحق بهم القنوات الفضائية. في كل من البلدين، تم استخدام أدوات الإعلام الاجتماعي ليس فقط لتوثيق الأحداث بل أيضًا لتأجيج الغضب الشعبي وتحفيز التغيير السياسي.

في دراسة أُجريت من قبل مركز صحافة المواطن في جامعة بيرزيت بفلسطين، تم التأكيد على أن وسائل الإعلام الاجتماعية جعلت الناس أكثر قدرة على سرد قصصهم بعيدًا عن السيطرة التقليدية للأجهزة الإعلامية الرسمية. الباحثون أشاروا إلى أن ظهور المواطن الصحفي خلال الأحداث الكبرى مثل ثورات الربيع العربي قد أتاح للعديد من الأصوات التي كانت مهمشة في الإعلام التقليدي فرصة التعبير عن نفسها. فكما قال الباحث في الإعلام جيفري رايلي في مقاله “الإعلام الاجتماعي والتمرد العربي”: “لقد تغيرت قواعد اللعبة الإعلامية من الأعلى إلى الأسفل، وأصبحت منصات مثل فيسبوك وتويتر هي وسائل الإعلام التي يعتمد عليها المواطنون، مما يجعل الإعلام أكثر تنوعًا وأقل قدرة على التحكم”.

لكن، كما هو الحال مع أي تغيير جذري، فقد صاحبت هذه الظاهرة العديد من التحديات. فقد أظهرت الأحداث اللاحقة أن المواطن الصحفي ليس دائمًا مصدرًا موثوقًا. فالإعلام الجديد قد ساهم في انتشار الأخبار الزائفة والشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما جعل التحقق من المعلومة أمرًا بالغ الصعوبة. وفي كثير من الأحيان، أصبح صعبًا التمييز بين الحقيقة والمبالغة أو بين الخبر الصحيح والكاذب، خاصة في ظل الذباب الإلكتروني الذي يستغل هذه المنصات للتأثير على الرأي العام.

ورغم ذلك، فإن المواطن الصحفي أصبح من أبرز العوامل التي دفعت نحو إعادة هيكلة الإعلام في العالم العربي، معبرة عن التحول من إعلام الأنظمة إلى إعلام الجماهير. فكما أشار العديد من الخبراء، مثل نيكولاوس كار في كتابه “الميديا الجديدة، القوى المتغيرة”: “الإعلام الجديد يتيح للأفراد قدرة غير مسبوقة على التأثير في مجريات الأحداث وتوجيه الرأي العام، حتى وإن كانوا ليسوا محترفين في مجال الإعلام”.

وبذلك، شهدنا كيف أن الهاتف المحمول قد أضحى أداة لا تقتصر على التقاط الصور فقط، بل على صناعة وتوجيه الأخبار وتحفيز الحركات السياسية والاجتماعية في العالم العربي والعالم بأسره. في النهاية، لم يعد الإعلام مجرد وسيلة من وسائل السلطة، بل أصبح منصة عامة مفتوحة أمام كل مواطن ليكون له دور مؤثر في تشكيل الأحداث وتوجيه الرأي العام.

3. ما بين الفوضى والتمكين: معضلة الحرية الرقمية

لكن مع كل حرية تأتي مسؤوليات. الإعلام الجديد جلب معه فوضى معرفية، حيث تداخل الصدق بالكذب، والتحليل بالرأي، والمعلومة بالشائعة. أصبح من الصعب تمييز الخبر من الزيف، خاصة مع صعود الذباب الإلكتروني وتضليل الخوارزميات وتوظيفها لخدمة أجندات معينة.

بعض الحكومات أدركت اللعبة سريعًا، فبدأت تستخدم الحسابات الوهمية، وتشتري المؤثرين، وتُصدر محتوى يبدو شعبيًا لكنه موجّه بعناية. لم تعد الرقابة تأتي من الأعلى بشكل صريح، بل أصبحت نظام تحكم ناعم يُشعرك بأنك حر بينما يُرسم لك الطريق.

4. منبر للجميع أم فوضى بلا قيادة؟

مع ظهور الإعلام الجديد، الذي تتنوع منصاته بشكل مستمر، تحول كل شخص يملك هاتفًا ذكيًا أو حاسوبًا إلى صانع محتوى، وأصبح الإعلام الشخصي هو السمة الغالبة في عصرنا هذا. في ظل هذه الثورة الرقمية التي يشهدها العالم العربي، برزت منصات تيك توك، إنستغرام، و يوتيوب كمحركات رئيسية لهذا التغيير. أصبح أي شخص يمتلك القدرة على نشر الفيديوهات، الصور، والمحتويات النصية بسرعة تُدهش العقول. وكلما زاد التنوع في المحتوى وتعددت الوسائل، أصبح السؤال الأهم: هل هذه المنابر هي مساحة للحرية أم فوضى بلا حدود؟ وهل نحن بالفعل نُحسن استخدام هذه الأدوات الإعلامية التي بين أيدينا؟

من أبرز الأمثلة على الإعلام الجديد في العالم العربي

حركة تمرد الإعلامي التي انطلقت عبر منصات مثل تيك توك و إنستغرام، حيث أصبح هؤلاء الشبان والشابات يتناولون قضايا اجتماعية وسياسية هامة، مستفيدين من الحريات الرقمية. على سبيل المثال، قام العديد من الشباب العرب بنشر مقاطع فيديو تكشف الفساد الحكومي أو تعكس المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المواطنون في العديد من الدول. في مصر، برزت منصات مثل يوتيوب كمصدر أساسي للعديد من المواطنين الصحفيين الذين يقومون بتوثيق الأحداث اليومية، وبثها بشكل حي، بعيدًا عن الرقابة الرسمية، وحققوا من خلالها تأثيرًا في الرأي العام. هذا الإعلام الجديد لم يقتصر فقط على نقل الأخبار، بل على تحفيز التحركات المجتمعية في مجالات مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

في السعودية، بدأ الشاب العربي مشعل السلمي باستخدام تيك توك كمنصة لنشر مقاطع توعوية عن مواضيع البيئة و التغيير الاجتماعي، مما دفع العديد من متابعيه لمناقشة قضايا حيوية مثل التغير المناخي والمساواة بين الجنسين.

أما في الإمارات، استخدم إنستغرام عدد من المؤثرين العرب لطرح قضايا مثل التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، وحقوق المرأة، التي لاقت رواجًا هائلًا وفتح بابًا للنقاش العام بين الشباب في المنطقة. هذه الأمثلة تظهر كيف أن الإعلام الجديد يمكن أن يكون أداة فعالة لرفع الوعي وتعزيز الحوار المجتمعي.

ولكن، مع كل هذا الانفتاح، ظهرت مشكلة أخرى لا يمكن التغاضي عنها. حيث انزلق العديد من المؤثرين في الإعلام الجديد إلى ما يُسمى بـ التريندات السريعة التي تركز على التسلية السطحية، والمقالب، والتحديات اللامعقولة، التي غالبًا ما تضر بالعقول الشبابية أكثر مما تفيدها. على سبيل المثال، حصدت التحديات الفارغة على منصات مثل تيك توك ملايين المشاهدات، ولكن الكثير منها يقتصر على الرقصات أو التفاعل مع مواضيع سطحية لا تحمل أي قيمة حقيقية.

في لبنان، على سبيل المثال، انتشرت العديد من الحسابات التي تركز على نشر مقاطع الفيديو التي تجمع بين الضحك والسخرية، مما جعل هذه الحسابات تحقق شهرة واسعة على حساب محتوى ذو فائدة اجتماعية. التريندات التي يتم تداولها بسرعة على منصات مثل إنستغرام و تيك توك سرعان ما تجد طريقها إلى القلوب والعقول ولكن غالبًا ما تكون مجرد ظاهرة مؤقتة، ثم تتلاشى بمجرد أن يبدأ شيء جديد في الظهور. وهذا قد يجعل البعض يتساءل: هل نحن فعلاً نصنع إعلامًا يثري عقولنا أم أننا مجرد ضحايا لموجات التسلية السريعة؟

من جهة أخرى، ظهرت الذباب الإلكتروني ليضع الإعلام الجديد في مرمى النيران. من خلال استخدام الحسابات المزيفة و التعليقات المضللة، تمكنت بعض الجهات من التلاعب بالرأي العام ونشر المعلومات المضللة حول قضايا معينة مثل الانتخابات أو المظاهرات الشعبية. وظهرت أيضًا بعض الحسابات التي تروج لأفكار إيديولوجية معينة، مما حول منصات التواصل الاجتماعي إلى مساحات تُستخدم لبث الأفكار المتطرفة أو العنف اللفظي.

الإعلام الجديد بين الحريّة والفوضى

لكن، من المهم أن نتذكر أن الإعلام الجديد لا يقتصر فقط على المشاكل التي تطرأ معه. فبالرغم من التحديات، يظل الإعلام الرقمي يحمل فرصًا غير مسبوقة للتغيير المجتمعي. فالشباب العربي اليوم أصبح لديه منصة إعلامية شخصية تتيح له الفرصة للتأثير والمساهمة في بناء المجتمع على طريقته. صحيح أن هناك فوضى في بعض الأحيان، ولكن هذا هو ثمن الحرية.

الوعي الإعلامي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. يجب على الجميع، وخاصة المؤثرين والمواطنين الصحفيين، أن يتحملوا المسؤولية في استخدام هذه الأدوات التي بين أيدينا بشكل يُحسن من حالة الرأي العام، ويساهم في تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع. التعليم والوعي الرقمي في استخدام هذه الأدوات هو الحل الأمثل للوصول إلى التوازن بين حرية التعبير وال مسؤولية الفرد في تقديم محتوى هادف. فمن خلال التحقق من المعلومات، ومكافحة الأخبار الزائفة، واختيار المحتوى الذي يعكس القيم الإنسانية، يمكن للإعلام الجديد أن يصبح قوة إيجابية للمجتمع.

إعلام جديد ليس فوضى بلا قيادة، بل هو فرصة لتوسيع آفاق الحوار الاجتماعي والمشاركة الفعّالة من جميع الأطراف.

5. ما بعد التغيير: مسؤولية الفرد والمؤسسة

الإعلام الجديد لا يعني بالضرورة إعلامًا أفضل، لكنه بلا شك إعلام مختلف الجذور والوظيفة. هو في الوقت ذاته فرصة ذهبية ومخاطرة رقمية. إنه سلاح ناعم قادر على التحرير والتدمير، على التنوير كما على التضليل.

منصات التواصل الاجتماعي ليست فقط أدوات للنشر، بل مسارح لصناعة الرأي العام، ومختبرات للوعي الجماهيري. التحدي لم يعد في السيطرة على الرسائل، بل في بناء عقل نقدي جماعي قادر على التمييز بين المعلومة والتضليل، بين الترند المصنوع والواقع الحقيقي.

مسؤولية الفرد والمؤسسة
مسؤولية الفرد والمؤسسة

لن يكون المستقبل أخلاقيًا أو آمنًا دون:

  • مؤسسات تعليمية حديثة تُدرِّس محو الأمية الرقمية بجانب الرياضيات.

  • مراكز ثقافية تدمج في أنشطتها تحليل خطاب الميمز والهاشتاغات.

  • قوانين معاصرة تحمي حرية التعبير دون أن تسمح بانتشار خطاب الكراهية.

  • إعلام رسمي ذكي، لا يقف على الضفة الأخرى، بل يُبحر وسط التيار، يصنع المحتوى بدل أن يهاجمه.

انظر مثلًا إلى التجربة في فنلندا، حيث تم إدخال “تربية التفكير النقدي الإعلامي” كمادة أساسية في المدارس. أو التجربة في كوريا الجنوبية، التي تمكّنت من خلق مزيج ناجح بين الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية.

مسؤولية الفرد اليوم ليست فقط في التلقي، بل في التحقق، النشر الواعي، والمشاركة الأخلاقية. ومسؤولية المؤسسات أن تواكب، أن تسبق حتى، أن تتوقف عن النظر إلى الإعلام الرقمي كتهديد، وتراه كما هو: المستقبل الحتمي.

إعلام جديد… وعالم جديد بالكامل

لقد تغيّرت قواعد اللعبة الإعلامية في العالم العربي. لم يعد المواطن على الهامش، بل أصبح في قلب المشهد. والمحتوى لم يعد يُملى عليه، بل يصنعه بيده. إننا نعيش زمن إعادة رسم الملعب الإعلامي، بكل ما يحمله من فرص ومسؤوليات.

 

في النهاية، تبقى وسائل التواصل الاجتماعي مرآة للواقع، لا بد أن نحسن النظر فيها. فإن كانت فوضى اليوم هي ثمن الحرية، فإن الوعي الرقمي هو بوابة النجاة لمجتمعات تبحث عن صوتها الحقيقي وسط زحام الشاشات.

 

المصادر:

  • تطور وسائل الإعلام في العالم العربي (تقارير ودراسات أكاديمية)

  • تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإعلام العربي

  • تقارير عن تأثير الإعلام الجديد في ثورات الربيع العربي

  • مقالات ودراسات عن الذباب الإلكتروني والخوارزميات الإعلامية

  • دراسات عن الإعلام الاجتماعي من خلال منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب

  • كتب حول الإعلام الجماهيري والمواطن الصحفي


هل أعجبك؟ شاركه مع أصدقائك!

0 Comments

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ما هو رد فعلك؟

مشوش مشوش
0
مشوش
فشل فشل
0
فشل
مرح مرح
0
مرح
غريب الأطوار غريب الأطوار
0
غريب الأطوار
يكره يكره
0
يكره
مضحك مضحك
0
مضحك
حب حب
0
حب
يا إلهي يا إلهي
0
يا إلهي
يفوز يفوز
0
يفوز