وسط كل الضجيج الذي يعيشه الوسط الفني، وبين صخب السوشيال ميديا وضوء الترندات الزائف، هناك نجمة اختارت أن تغادر في صمت… لا إلى الآخرة، ولكن إلى عزلة طوعية، راقية، تليق بمسيرتها اللامعة. إنها ليلى طاهر.
اسم حين يُذكر، تتبادر إلى ذهنك صورة الأناقة، الرقة، والوقار. امرأة خطفت الكاميرا دون أن تسرق الأضواء، بل جعلتها تتبعها بعيونٍ مبهورة.
شيرويت فهمي… من الخدمة الاجتماعية إلى خدمة الفن
وُلدت شيرويت مصطفى إبراهيم فهمي، التي عرفناها لاحقًا باسم “ليلى طاهر”، في 13 مارس 1942، لعائلة مصرية محافظة لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، بل في بيت مصري أصيل؛ وكان والدها مهندسًا زراعيًا يحلم أن تكون ابنته أخصائية اجتماعية وأمها ربة منزل،لكن شغفها بالفن غلب التخطيط الأبوي، فاختارت طريقًا مليئًا بالتحديات… طريق التمثيل ومن تلك البيئة النقية التي تعطي للفن قيمته الحقيقية خرجت.
ليلى طاهر.. من شيرويت إلى سيدة الشاشة
كانت الحياة ترسم لها طريقًا آخر: حصلت على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، وكاد والدها يُحقق حلمه بأن يراها أخصائية اجتماعية، لكن الفن كان أقوى. اتجهت إليه أثناء دراستها، وسرعان ما جذبها بشغفه وضجيجه الهادئ.
ليلى طاهر… امرأة بثلاث وجوه
هي الفنانة الراقية، والمقدمة الأنيقة، والإنسانة الطيبة. جمعت كل التناقضات الجميلة في زمن صعب. ولو أنصفها الإعلام، لكانت سيرتها تُدرَّس في كليات الإعلام والفنون والآداب.
لكن ربما أعظم تكريم لها هو أنها بقيت في الذاكرة، حتى وهي غائبة عن الصورة.
البداية كانت سينمائية… قبل التلفزيون أصلًا!
رغم شهرتها الواسعة كمذيعة في بداية الستينيات، فإن البداية الحقيقية لليلى كانت في السينما، وتحديدًا من خلال فيلم “أبو حديد” عام 1958، مع فريد شوقي، أي قبل انطلاق التلفزيون المصري من الأساس! ومن هنا نعرف أن ليلى لم تكن “مذيعة تحوّلت لممثلة”، بل العكس.
لكن ما الذي جعلنا نربطها دومًا بالبرامج؟ ببساطة، لأنها حين دخلت مجال التقديم، أبدعت فيه. اختار لها المخرج روبير صايغ الطريق، فأضاءته بذكائها وجمالها.
رغم حصولها على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، فإن بوصلتها اتجهت إلى الكاميرا، وتحديدًا شاشة التليفزيون المصري في بدايته عام 1960، كمذيعة. حيث كانت واحدة من أوائل من قدّموا برامج مجلة التليفزيون، قبل أن تسرقها أضواء السينما إلى الأبد.
تألقت في برنامج “مجلة التلفزيون”، وظل الجمهور يتذكرها كمقدمة برامج بملامح ناعمة وهدوء فريد، حتى بعدما عادت للتمثيل ورفضت التعيين كمذيعة.
اسم مستعار من إحسان عبد القدوس… وإلهام من ليلى مراد: كيف وُلدت “ليلى طاهر”؟
لم تكن “ليلى طاهر” مجرد اسم فني عابر، بل كان نتاجًا لمعادلة ناعمة بين الرومانسية الأدبية والسحر الغنائي. حين اكتشفها المنتج الكبير رمسيس نجيب، اقترح أن تختار لنفسها اسمًا يليق بالبطولة السينمائية. وهنا، لجأت شيرويت فهمي لاختيار اسم إحدى بطلات روايات إحسان عبد القدوس، الكاتبة التي عبّرت عن هموم النساء بقلمٍ ناعمٍ جارح. اختارت اسم “ليلى” تحديدًا، لا فقط تيمّنًا بأدب عبد القدوس، بل عشقًا في الصوت الدافئ للمطربة ليلى مراد، التي كانت في نظرها أيقونة للأنوثة والصوت الرقيق.
ومن هنا وُلدت “ليلى طاهر”، الاسم الذي سيُصبح لاحقًا عنوانًا لمرحلة كاملة من الفن المصري، ومزيجًا ساحرًا بين الهدوء والرزانة والقوة والإصرار. لم تكن نجمة تقليدية، بل أيقونة ذات نكهة مختلفة، تحمل من ليلى مراد الصوت، ومن عبد القدوس العمق، ومن شيرويت الحضور الساحر.
اسم واحد، لكنه حمل بداخله ثلاث نساء… وفصل جديد من تاريخ السينما المصرية.
ثنائيها الخالد مع صلاح ذو الفقار… فن أم حب خفي؟
من ينسى فيلم زوج في إجازة؟ أو الأسطى المدير؟ أو عودة الروح؟ تلك لم تكن مجرد أفلام عابرة في ذاكرة السينما، بل كانت لحظات سحرية شكّلت ثنائيًا ذهبيا جمع بين ليلى طاهر وصلاح ذو الفقار، ثنائي جعل الجمهور يعيد المشهد مرتين… مرة للاستمتاع، ومرة للتساؤل: “هو في حاجة بينهم؟”
لأكثر من عشرين عملاً مشتركًا، رسّخ الاثنان مزيجًا نادرًا من الانسجام الفني والتوهج الإنساني. كانت الكيمياء بينهما طبيعية لدرجة أن الشاشة نفسها كانت تبتسم حين يجتمعان. لم يكن الأمر تمثيلًا بقدر ما كان تجسيدًا صادقًا لمشاعر قد تكون أو لا تكون، وهذا ما غذّى خيال الجمهور وساهم في صنع الهالة.
وقد أكدت ليلى طاهر بنفسها أن فيلم “زوج في إجازة” كان من أحب الأعمال إلى قلبها، إلى جانب تحف سينمائية أخرى مثل “الناصر صلاح الدين” و**”الأيدي الناعمة”**، التي أثبتت فيها أنها ليست مجرد وجه جميل، بل موهبة فنية متكاملة.
لكن يبقى السؤال: هل كانت العلاقة بينهما مجرد شراكة فنية؟ أم أن الشاشة كانت تعكس شيئًا أعمق مما نُعلن؟ الجواب… ربما في نظرة، أو ابتسامة، أو صمتٍ طال كثيرًا في كواليس “زوج في إجازة”.
أبدعت كممثلة، أشرقت كمذيعة… وظلّت إنسانة قبل كل شيء
وسط أضواء الشهرة وضجيج التصفيق، حافظت ليلى طاهر على أجمل ما فيها: إنسانيتها. ورغم كل ما حققته من نجاحات فنية كممثلة، ومذيعة، ونجمة من نجمات الصف الأول، لم تنس أن هناك قلوبًا تحتاج أكثر من الترفيه… تحتاج إلى الرحمة.
كانت عضوًا في نادي “الليونز”، وأسهمت في تأسيس جمعية “قلوب مصر”، التي أجرت مئات عمليات القلب المفتوح للفقراء مجانًا، بدون دعاية أو بهرجة إعلامية.
لم تكن ليلى طاهر فقط وجهًا جميلاً يُزيّن الشاشة، بل كانت قلبًا نابضًا بالخفة، بالعطاء، وبمسؤولية نادرة في زمن الأضواء الصاخبة. وحتى في لحظات التكريم، كانت ترد بهدوء: “أنا عملت اللي قدرت عليه، وربنا هو اللي بيكمل”.
زيجات متعددة، وابن وحيد هو النعمة الكبرى
وراء ابتسامتها الهادئة كانت هناك قصة قلبٍ لا تهدأ. في حياة ليلى طاهر العاطفية، تنوّعت الفصول وتعددت الأبطال، لكنها كانت دومًا البطلة الوحيدة لحكاية من الصبر، والاختيار، والتجربة.
تزوجت ست مرات، وكان أولها من محمد الشربيني، والد ابنها الوحيد أحمد، الذي أصبح لاحقًا زوجًا للفنانة عزة لبيب. بعده، مرت ليلى بمحطات مختلفة: مع المخرج حسين فوزي، ثم الصحفي نبيل عصمت، ثم يوسف شعبان في واحدة من أشهر الزيجات الفنية، ثم الملحن خالد الأمير، وأخيرًا من رجل خارج الوسط الفني.
لكن رغم هذا العدد من الزيجات، لم تكن يومًا موضوعًا للصحف الصفراء. لم تُعرف كـ”نجمة العلاقات”، بل كـامرأة راقية، حافظت على خصوصيتها، ولم تسمح أن تتحول حياتها الخاصة إلى عرضٍ للفرجة.
كانت تختار، وتُجرّب، وتُحب، وتنسحب… ولكنها دومًا تُحاط بـالهالة الهادئة التي تليق باسمها، وتُشبه وجهها الصافي الذي لا تشوبه الفضائح.
وفي أحد تصريحاتها الأكثر صراحة، قالت ليلى طاهر:
“الحب لا يقاس بعدد العلاقات، بل بعمق التجربة”، لتؤكد أن الحب الحقيقي لا يأتي بتكرار الأسماء، بل بفهم ومعرفة الذات والشريك.
ليلى طاهر و يوسف شعبان قصة حب مشتعلة… وزواج لا يحتمل النار
بعد زيجاتها الثلاث الأولى، قررت ليلى طاهر أن تُغلق باب الزواج نهائيًا، مكتفية بما مضى. لكن القدر كان يخبئ لها صفحة جديدة مع الفنان يوسف شعبان، الذي خطف قلبها أثناء تصوير مسلسل “الحب الكبير”. في البداية، ترددت ليلى في الارتباط به، خاصةً مع انتشار شائعة قوية آنذاك عن إعجاب صباح به. لكن يوسف، بحسم المحب، نفى الأمر جملةً وتفصيلًا، مطمئنًا قلبها، لتقبل الزواج منه.
زواجهما كان ناريًا بامتياز، لكنه لم يدم طويلاً. استمر 4 سنوات فقط، شهدت 3 حالات طلاق، تخللتها محاولات عودة متكررة. تحكي ليلى عن تلك الفترة بصراحة نادرة:
“أنا ويوسف كنا عصبيين جدًا، والغيرة كانت عاملة عمايلها بينّا، رغم إننا فاهمين طبيعة شغل بعض. بس كل نقاش كان يوصل لطريق مسدود، فيحصل الطلاق، وبعدين أولاد الحلال يرجعونا، وهكذا… لحد الطلاق التالت، وساعتها خلاص، مفيش رجوع.”
بعد الانفصال النهائي عن يوسف شعبان، تزوجت من الملحن خالد الأمير، لكن الزواج لم يستمر أيضًا، لتنتهي رحلة زيجاتها برجل من خارج الوسط الفني… وكأن الفن وحده كان كافيًا ليملأ قلبها بالبصمة التي لا تنسى.
موسوعة من الأعمال… لا تُحصى
قائمة أعمال ليلى طاهر ليست مجرد قائمة عادية، بل هي موسوعة فنية ضخمة تتسع أكثر من 70 فيلمًا سينمائيًا، العشرات من المسلسلات، والمسرحيات والتمثيليات التي لا تُنسى. من أفلامٍ خالدة مثل “الناصر صلاح الدين” و”قطة على نار”، إلى “المدمن”، “يا ورد مين يشتريك”، و”عاصفة من الدموع”، ليس هناك مساحة لإنكار الإرث الفني الهائل الذي تركته ليلى طاهر في السينما والتلفزيون المصري. ولم تتوقف تلك النجومية طيلة العقود الماضية، فحتى في السنوات الأخيرة كانت حاضرة في أعمال مثل “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” و”الباب في الباب”.
وعلى خشبة المسرح، كانت ليلى طاهر بمثابة حجر الزاوية في العديد من العروض المسرحية التي لاقت نجاحًا باهرًا. من مسرحيات مثل “الدبور”، “عريس في إجازة”، و”رصاصة في القلب”، التي أضافت لمسة فنية خاصة، جعلت من المسرح ميدانًا لإبداعها، وعززت من مكانتها في تاريخ المسرح المصري.
إرث فني لا يُمحى… ومسيرة ذهبية
ليلى طاهر قدّمت أكثر من 70 فيلمًا سينمائيًا، وأكثر من 40 مسلسلًا تلفزيونيًا، بالإضافة إلى العشرات من المسرحيات والتمثيليات التي امتازت بمزيجٍ من الدراما الاجتماعية والرومانسية والتراجيدية، مما جعلها واحدة من أعمدة الفن المصري التي لا يُمكن نسيانها.
من أبرز أفلامها التي تركت أثرًا عميقًا في نفوس جمهورها:
-
الناصر صلاح الدين
-
زوج في إجازة مع صلاح ذو الفقار
-
الأيدي الناعمة
-
المدمن
-
قطة على نار
-
أردت أن أعتذر
-
لا تطفئ الشمس
كان لها ثنائي فني رائع مع صلاح ذو الفقار، حيث شكلا معًا مدرسة فنية مستقلة بأكثر من 20 عملًا، وقدمت ليلى طاهر من خلال هذا الثنائي أداءً صادقًا ومتقنًا، حيث صارت شخصياتهما على الشاشة جزءًا من ذاكرة السينما المصرية الذهبية.
ليلى طاهر.. من وهج الشاشة إلى شائعات الزوال: فنانة تُطاردها الأضواء حتى في غيابها
في عصرٍ أصبحت فيه الشائعات تتنقل كالرياح، تأتي ليلى طاهر، وهي واحدة من أيقونات الفن المصري، لتصبح محط حديث ليس بسبب عملٍ جديد، بل عبر شائعة موتٍ جديدة تطاردها وتُعيدها قسرًا إلى الواجهة الإعلامية.
لكن، قبل أن نتسرع في تصديق هذه الشائعات، يجب أن نتساءل: هل نحن بحاجة إلى شائعة لنسترجع سيرة فنانة عظيمة مثل ليلى طاهر؟ هل أصبحنا نفتقد الجمال الحقيقي للإبداع في ظل الركود الذي يعصف ببعض فنوننا؟ أم أننا نحن من تقاعسنا عن تكريم مبدعينا بينما هم لا يزالون بيننا ويستحقون أن يُحتفى بهم كما ينبغي؟
ليلى طاهر لا تحتاج إلى شائعات لتثبت مكانتها؛ مكانتها ثابتة بأعمالها التي خلقت ذكريات لا تموت، وبالعديد من اللحظات التي أسرت قلوب جمهورها. فهي لم تكن فقط فنانة، بل كانت إنسانة تتمتع بعلاقات إنسانية راقية ومواقف نادرة من الوفاء والعطاء، مثل دورها البارز في الأعمال الخيرية.
على الرغم من مرور السنوات، تظل ليلى طاهر رمزًا للفن الجميل والمخلص، الذي لا تقاس قيمته فقط بالنجاحات والشهرة، بل أيضًا بالإنسانية التي لطالما تميزت بها.
وداع بلا صخب… وغياب لم يُنسها أحد
في عام 2022، أعلنت ليلى طاهر اعتزالها الرسمي للفن، وقالت إنها لن تعود إلا في حالة “عمل يحترم تاريخها”. لكنها لم تعُد. قررت أن تكتفي بما قدمته، وأن تحيا بعيدًا عن الأضواء، بعدما تركت أثرًا لا يُمحى.
لم تُكرَّم ليلى طاهر بالشكل الذي يليق بها ربما، لكنها في قلوب الناس أكثر من مجرد نجمة… إنها زمن. زمن كان فيه الفن له طعم، والتمثيل له معنى، والمذيعة تحمل قضية، والممثلة تملك موقفًا.
لكن صوت الشائعات أقوى من صوت الوفاء؟
في كل مرة، تعود ليلى طاهر إلى التريند لا بسبب تكريم أو حديث عن مشوارها الفني الطويل، بل عبر شائعة وفاة! حدث ذلك أكثر من مرة، وكأن هذا الوطن لا يعرف كيف يكرم رموزه إلا عندما “يرحلوا”… أو “يُشاع أنهم رحلوا”!
شائعة الموت الأخيرة كانت موجعة، ليس فقط لأنها مفبركة، بل لأنها تؤكد أننا نتذكّر الكبار بعد فوات الأوان. لماذا لا تتحول التريندات إلى حملات حب ووفاء بدل من تحوّلها إلى جنازات افتراضية؟!
سيدة الحضور الطاغي… ووجع التهميش الصامت
هل تعرف أن الفنانة الكبيرة ليلى طاهر لم تحظَ بتكريم يليق بتاريخها مؤخرًا؟ وهل تصدق أن الكثير من الأجيال الجديدة لا تعرف عنها شيئًا سوى “إنها طلعت تريند عشان ماتت؟” — هذه الجملة تلخص بمرارة كيف أصبحنا نعرف فنانات الزمن الجميل عبر صفحات الوفيات الوهمية، وكأنهم يختزلون حياتهن في لحظة رحيل.
لكن ليلى طاهر لم تكن فقط ممثلة. كانت سيدة حضور طاغي، بكل تفاصيلها الفنية والإنسانية. كانت مذيعة ناجحة، تسحر الجمهور بحضورها البسيط والعميق، وعضوة نشطة في نادي “الليونز”، تسعى دائمًا لخدمة مجتمعها. كما كانت من مؤسسي جمعية “قلوب مصر” التي تُجري عمليات القلب المفتوح للفقراء بالمجان. إنها إنسانة قبل أن تكون نجمة، كانت حياة مليئة بالعطاء والإبداع.
ورغم كل هذه الأدوار الرائعة التي لعبتها داخل وخارج الشاشة، تجدها اليوم غائبة عن دائرة الضوء التي كانت تستحق أن تظل مشعة فيها. ليلى طاهر لم تكن مجرد فنانة تُشعِّ الضوء على الشاشة، بل كانت بمثابة نبض إنساني حقيقي في واقعنا الذي ينسى سريعًا.
أدوارها… مرآة لوجدان المصريين
من المسرحيات:
-
رصاصة في القلب
-
غراميات عفيفي
-
سنة مع الشغل اللذيذ
ومن أشهر المسلسلات:
-
عائلة شلش
-
الباب في الباب
-
عادات وتقاليد
-
وجهة نظر
-
ملكة في المنفى
ليلى طاهر لم تقتصر أدوارها على مجرد تمثيل، بل كانت تمثل مرآة لوجدان المصريين. تنوّعت شخصياتها بين الزوجة الرقيقة، المرأة القوية، الأم العطوف، والمحاربة الصامتة. كانت ليلى طاهر دائمًا قادرة على تقديم أدوار متعددة، تعكس بصدق أحوال المجتمع المصري وتوجهاته في كل مرحلة من مراحل الزمن.
كلمة حق في زمن النسيان
ليلى طاهر ليست مجرد اسم في تتر قديم أو صورة بالأبيض والأسود. هي ذاكرة حية في وجداننا، وإرث فني يجب أن يُصان ويُحتفى به. في زمنٍ كثرت فيه الشائعات، وصار النسيان هو السمة البارزة لما يذهب في طيّات الماضي، يجب أن نتوقف لحظة لنتذكر ماذا قدمت هذه الفنانة المبدعة لنا. هل ننتظر شائعة جديدة لتعيدنا إلى الذكريات التي قد تتلاشى مع مرور الوقت، أم أننا نبدأ منذ الآن في استرجاع وهجها الحقيقي وهي ما زالت على قيد الحياة؟
فلنُكرم ليلى طاهر، ليس لأن الشائعات تحاصرها، بل لأنها أهدتنا عمرًا من الفن الصادق الذي يلامس القلوب. أحبّت جمهورها بصدق، وتفانت في تقديم أعمال سكنت ذاكرة المصريين والعرب لعقود. لقد كانت وما زالت فنانة حقيقية في زمن يعاني فيه الفن من التهميش والنسيان.
ربما حان الوقت أن نحبها نحن… بصدق هذه المرة. حب حقيقي يستحق أن يُعبّر عنه في كل لحظة، وليس فقط في وقت الأزمات. ليلى طاهر هي واحدة من أولئك الذين تركوا بصمة لا تُنسى في عالم الفن، ويجب علينا أن نُعيد الاعتراف بجميلها ونُقدّر قيمتها الفنية، ليس فقط عندما يطاردها الحظ، بل عندما تظل دائماً قادرة على أن تضيء الشاشة بأدائها الراقي والمميز.
ليلى لم تذهب بعيدًا… نحن فقط لم نعد نرى جيدًا
اعتزلت ليلى طاهر، لكنها لم تغب. غابت الكاميرا عنها، لكن الكاميرا لم تنسها. هي موجودة في كل لقطة بيضاء، في كل مشهد أنيق، في كل أداء راقٍ لا يصرخ بل يتسلل بهدوء إلى القلوب. هي الفن الذي لا يُقال بصوت عالٍ، بل يُحكى بلغة العيون والهمسات، ويُخلَّد في الذاكرة لأجيال قادمة.
ليلى طاهر لم تذهب بعيدًا، بل تركت بصمتها في تفاصيل كل لحظة عشناها معها على الشاشة. نراها في الأدوار التي لعبتها، في القيم التي جسَّدتها، وفي الفن الذي تركته وراءها. ربما نحن فقط من لم نعد نرى جيدًا، لم نعد نلتفت إلى الجمال الكامن في تلك الوجوه التي لطالما أضاءت لنا الشاشات. هي موجودة، تَعيش في كل تفاصيل الفن الحقيقي الذي يظل موجودًا حتى في غياب من صنعوه.
تم تحرير هذا المقال وصياغته بإبداع من فريق جورنال العرب 2025، حيث تم تزويده بأحدث المعلومات وأعمق التحليلات لتقديم محتوى استثنائي لا مثيل له.
المصادر:
مصدر شامل يتناول سيرتها الذاتية، أعمالها، وحياتها الخاصة.
-
قناة ON TV – لقاء ليلى طاهر في برنامج “كلمة أخيرة” مع لميس الحديدي (2022)
أكدت فيه اعتزالها التام ورفضها العودة إلا في حالة وجود عمل “يحترم تاريخها”.
-
برنامج “صاحبة السعادة” – مع إسعاد يونس
تحدثت فيه عن حياتها الشخصية، زيجاتها، وثنائيتها مع صلاح ذو الفقار.
-
موقع جريدة الوطن – أخبار النفي الرسمية لشائعات الوفاة
🔗 www.elwatannews.com
ذكرت عدة مرات نفي الفنانة أو مقربين منها شائعات الوفاة وتدهور الصحة.
-
موقع صدى البلد الإخباري – لقاءات أرشيفية وتصريحات حديثة لليلى طاهر
🔗 www.elbalad.news
عرض تصريحات متكررة عن رفضها العودة للتمثيل، وعن أعمالها الإنسانية.
-
الأهرام – بروفايل عن الفنانة ليلى طاهر في ملحق الجمعة الثقافي
تضمن عرضًا لمسيرتها وأهم أعمالها ومواقفها الفنية.
-
اليوم السابع – تقارير عن حياتها الشخصية ومشاركاتها الخيرية
🔗 www.youm7.com
خاصة جمعية قلوب مصر وعضويتها في نادي الليونز.
-
الناقد الفني طارق الشناوي – مقالاته عن نجوم الزمن الجميل ومنهم ليلى طاهر
تحدث عن مكانتها وسط جيلها ورفضها تقديم أدوار لا تناسب تاريخها.
0 Comments