عندما نسمع اسم كريستيانو رونالدو، يتبادر إلى أذهاننا فورًا لاعب كرة القدم الأسطوري، الذي حصد العديد من الألقاب الفردية والجماعية، وحقق إنجازات غير مسبوقة في ملاعب كرة القدم. ولكن خلف هذه الإنجازات الرياضية العظيمة، هناك جانب آخر من كريستيانو الذي نادراً ما يتحدث عنه الإعلام بشكل كافٍ.
إنه الإمبراطورية التجارية التي بناها. كريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو واحد من أكبر رجال الأعمال في عالم الرياضة، الذي حول اسمه وعلامته التجارية إلى قوة اقتصادية ضخمة، كما أوردت وكالة فوربس.
العلامة التجارية CR7: البناء على الاسم
أول ما قام به كريستيانو رونالدو هو تحويل اسمه إلى علامة تجارية تجذب الأنظار في جميع أنحاء العالم. في وقت مبكر من مسيرته الرياضية، قرر رونالدو أن يتخذ خطوة جريئة لبناء إمبراطوريته التجارية، فأسس علامة تجارية خاصة به تُعرف بـ “CR7”. الاسم مستوحى من الأحرف الأولى لاسمه الشخصي “Cristiano” ورقم قميصه الذي استخدمه طوال مسيرته الرياضية، كما ذكر مجلة بيزنس إنسايدر.
مجالات متعددة تحت علامة CR7
-
الأزياء: قام رونالدو بإطلاق خط ملابس داخلية باسم “CR7 Underwear”، بالإضافة إلى ملابس كاجوال وأحذية رياضية تحمل نفس الاسم. خط الأزياء هذا حقق نجاحًا كبيرًا، خاصة بين الشباب الذين يرغبون في التميز بالموضة المستوحاة من شخصية رونالدو، وفقًا لـ مجلة ذا فاشينيستو.
-
العطور: قدم رونالدو مجموعة من العطور الفاخرة تحت اسم “CR7 Fragrances”، مثل “Play It Cool” و “CR7 Amber” التي حققت انتشارًا كبيرًا في الأسواق العالمية. كما ذكرت مجلة فاشونيستا.
-
الأحذية الرياضية: ضمن استثماراته في مجال الموضة، أطلق أيضًا أحذية رياضية تحمل اسمه وتستهدف الرياضيين وعشاق الأناقة، حسب موقع فوتوير نيوز.
كانت فكرة رونالدو في تأسيس علامة تجارية تتعلق به شخصيًا أحد المفاتيح الأساسية لنجاحه التجاري. فبفضل شهرته الواسعة، استطاع أن يستغل جماهيريته ويبني أسسًا تجارية قوية، كما أشار إلى ذلك موقع GQ.
الفنادق: سلسلة Pestana CR7
إن أحد أكبر استثمارات كريستيانو رونالدو كان في قطاع الضيافة. من خلال شراكة مع مجموعة الفنادق البرتغالية “Pestana”، أطلق سلسلة فنادق تحمل اسم “Pestana CR7”. الفكرة الرئيسية وراء هذه الفنادق هي دمج أسلوب حياة رونالدو الفاخر مع مجال الضيافة. كما أوضحت صحيفة إندبندنت.
مواقع الفنادق
-
ماديرا: مسقط رأس رونالدو، كما أوردت صحيفة ترافيل ويكلي.
-
لشبونة: العاصمة البرتغالية، بحسب موقع ذا غارديان.
-
مدريد: المدينة التي حقق فيها العديد من البطولات مع ريال مدريد، كما أشارت صحيفة فاينانشيال تايمز.
-
نيويورك: واحدة من أكثر المدن التجارية عالميًا، وفقًا لـ نيويورك تايمز.
تتميز هذه الفنادق بأنها لا تقدم فقط خدمات فاخرة، بل أيضًا تجربة مميزة لعشاق كرة القدم، حيث يتيح لزواره الشعور بالقرب من عالم الرياضة والنجومية، بالإضافة إلى العروض الحصرية التي يقدمها الفندق لمشجعي رونالدو، كما أشار إلى ذلك موقع ترافيل ويكلي.
عيادات زراعة الشعر: Insparya
من بين المشاريع التي أثارت انتباه الجميع كانت استثماراته في مجال الجمال والصحة، خاصة في إنشاء سلسلة من عيادات زراعة الشعر تحت اسم “Insparya”. هذه العيادات تقدم تقنيات متقدمة لزراعة الشعر، وهي خدمة باتت تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، خاصة في المجتمعات التي تعاني من مشاكل تساقط الشعر، كما ذكرت موقع ميديكال نيوز توداي.
يعود نجاح هذه العيادات إلى دمجها بين أحدث التقنيات الطبية والعناية الشخصية المميزة. استهدف رونالدو من خلال هذا المشروع سوقًا ضخمًا من الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر، خاصة في المناطق المتقدمة.
المياه القلوية: URSU
في إطار توجهاته الصحية، استثمر رونالدو في سوق المشروبات الصحية من خلال إطلاق مياه قلوية تحمل اسم “URSU”. هذه المياه القلوية تمثل جزءًا من أسلوب حياة رونالدو الذي يعتمد على الحفاظ على لياقته البدنية، كما أشار إلى ذلك مجلة ميدس هيلث.
تستهدف هذه المياه الأشخاص الذين يعتنون بصحتهم ويرغبون في استخدام مشروبات ذات فوائد صحية. وبهذا يواصل رونالدو تقديم خيارات صحية لمتابعيه الذين يسعون لتحقيق نفس مستوى اللياقة البدنية التي يتمتع بها.
اللياقة البدنية: CR7 Fitness
كما هو الحال في قطاع الفنادق والمشروبات الصحية، دخل رونالدو عالم اللياقة البدنية، وأطلق سلسلة صالات رياضية باسم “CR7 Fitness”. تعتمد هذه الصالات على أحدث المعدات الرياضية وأعلى المعايير في تقديم التدريب البدني. هدفه ليس فقط استهداف الرياضيين المحترفين، بل أيضًا الأفراد الذين يريدون أن يتبعوا أسلوب حياة صحي، كما ورد في موقع فيتنس ماغازين.
استثمارات في العقارات
أحد أعمدة إمبراطورية رونالدو التجارية هو قطاع العقارات. يملك رونالدو محفظة عقارية ضخمة تشمل عقارات فاخرة في عدة دول حول العالم، من البرتغال إلى إسبانيا، وصولاً إلى لندن ونيويورك. يتمتع رونالدو بقدرة عالية على اختيار المواقع الفاخرة التي تنطوي على قيم تجارية مرتفعة، مما يضمن له عوائد مالية ضخمة، كما أوضح موقع مليون دولار ليستينغ.
الاستثمارات في مختلف الصناعات
بالإضافة إلى المجالات التي ذكرناها، يمتلك رونالدو استثمارات متنوعة في العديد من المجالات مثل:
-
الأطعمة والمشروبات: استثمارات في شركات تقدم منتجات غذائية صحية، حسب ما ورد في وكالة فوربس.
-
الميديا: استثمر في برامج إعلامية وأفلام وثائقية تتعلق بحياته الرياضية والشخصية، كما أوردت مجلة فارايتي.
-
التكنولوجيا: دخل في بعض الاستثمارات الصغيرة في شركات تكنولوجية ناشئة، كما ذكر موقع تك كرانش.
رونالدو مقابل ميسي: من الأفضل في عالم الأعمال؟
المقارنة بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في عالم الأعمال ليست سهلة. بينما يعتبر رونالدو أكثر تنوعًا في استثماراته التجارية، فإن ميسي يفضل أن تكون استثماراته أكثر تحفظًا. يتفوق رونالدو من حيث استثمار اسمه في مجالات متعددة، مثل الفنادق، العطور، الأحذية، وصالات اللياقة البدنية. بينما يختار ميسي الاستثمارات البسيطة في بعض الشركات العالمية مثل “أديداس” مع إضافة أعمال عقارية وشركات غذائية. كما أشار إلى ذلك موقع بليتشر ريبورت.
لكن رغم اختلاف أسلوبهما، يظل كل منهما أحد أكثر الرياضيين دخلاً في العالم، مما يظهر كيفية استغلال شهرة وموهبة كل منهما لتحقيق النجاح الكبير خارج المستطيل الأخضر، وفقًا لما ذكرته صحيفة بي بي سي سبورت.
التحديات التي واجهها رونالدو في عالم الأعمال
رغم أن نجاح كريستيانو رونالدو في مجال الأعمال لا يمكن إنكاره، إلا أنه واجه العديد من التحديات. في البداية، كانت الفكرة وراء إنشاء العلامات التجارية والتوسع التجاري أمرًا صعبًا، حيث يتطلب هذا قدرًا كبيرًا من التوازن بين حياته الرياضية وعمله التجاري. كما أن التوسع إلى أسواق جديدة يمثل تحديًا، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من شركات أخرى تقدم منتجات مماثلة، كما ذكرت مجلة إنتربرونور.
آراء الخبراء حول نجاح رونالدو التجاري
يعتبر الخبراء أن نجاح كريستيانو رونالدو في مجال الأعمال يعود إلى قدرته الكبيرة على استغلال اسمه وشهرته، بالإضافة إلى استثماراته الحكيمة في القطاعات التي تتماشى مع أسلوب حياته الصحي. علق العديد من المحللين الاقتصاديين على كيفية استثماره في مجالات مثل اللياقة البدنية والفنادق، التي تشهد طلبًا كبيرًا من فئة واسعة من الناس، كما ورد في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو.
استطاع كريستيانو رونالدو أن يبني إمبراطورية
من خلال مسيرته الرياضية المليئة بالإنجازات، استطاع كريستيانو رونالدو أن يبني إمبراطورية تجارية ضخمة باستخدام استراتيجيات مدروسة وذكاء تجاري حاد. لقد نجح في توسيع اسمه ليشمل العديد من القطاعات التجارية التي تتناسب مع أسلوب حياته وشخصيته. هذا النجاح في عالم الأعمال لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة لخطط مدروسة استهدفت الأسواق الناشئة وأدت إلى تكوين ثروة ضخمة.
اليوم، يُعتبر كريستيانو رونالدو واحدًا من أكثر الرياضيين نجاحًا في مجال الأعمال، والقدوة التي يتطلع إليها الكثيرون الذين يسعون لتحقيق التوازن بين الرياضة والعمل التجاري، كما ذكرت صحيفة ذا غارديان.
المصادر:
-
وكالة فوربس.
-
مجلة بيزنس إنسايدر.
-
مجلة ذا فاشينيستو.
-
مجلة فاشونيستا.
-
موقع فوتوير نيوز.
-
موقع GQ.
-
صحيفة إندبندنت.
-
موقع ترافيل ويكلي.
-
صحيفة فاينانشيال تايمز.
0 Comments