في خطوة أثارت تساؤلات جماهير الكرة المصرية والعربية، أعلن النادي الأهلي رسميًا عن تعاقده مع المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو لقيادة الفريق الأول خلال المرحلة المقبلة.
القرار جاء مفاجئًا للبعض، خاصة مع ما يحيط بالمدرب من جدل بسبب لقبه الشهير في جنوب أفريقيا بـ”السبّاك”، الذي أطلقه عليه مشجعو أورلاندو بايرتس في بداية مشواره هناك، قبل أن يتحول إلى أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي.
اختيار ريفيرو لم يأتِ من فراغ؛ فقد تابع مسؤولو الأهلي مشواره اللافت في القارة السمراء، حيث قاد فريقه السابق لتحقيق 5 بطولات محلية في موسمين فقط، محققًا نسب فوز عالية وأداء هجومي ممتع. وبين الترحيب الحذر من جمهور الأهلي، والتفاؤل بإضافة جديدة في مشروع الأهلي القاري، يقف ريفيرو على أعتاب واحدة من أكبر التحديات في مسيرته التدريبية.
فهل يكون خوسيه ريفيرو هو الرجل المناسب لتكرار إنجازات الأهلي الإفريقية والمحلية؟ وهل ينجح في كسب قلوب جماهيره كما فعل مع جمهور أورلاندو؟ في السطور التالية، نسلط الضوء على مسيرته، أسلوب لعبه، مميزاته وعيوبه، وماذا ينتظر منه “نادي القرن الإفريقي”.
الأهلي يختار مدربه الجديد.. خوسيه ريفيرو على رأس الجهاز الفني!
من هو خوسيه ريفيرو؟ بدأ خوسيه ريفيرو، المدرب الإسباني، مسيرته التدريبية في أوروبا وتحديدًا في إسبانيا، حيث تولى مهمة الإشراف على فرق الشباب في نادي سيلتا فيغو، قبل أن ينطلق نحو محطات أخرى في فنلندا وجنوب إفريقيا. ريفيرو من مواليد عام 1975، وقد برز اسمه في عالم التدريب من خلال تطويره المستمر للفرق التي دربها واعتماده على كرة هجومية منظمة ومتطورة.
الانطلاقة الحقيقية له كانت عندما تولى تدريب نادي إنتر توركو الفنلندي، قبل أن يخوض تجربته الأبرز مع فريق أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، حيث حصد الألقاب وأبهر المتابعين بأسلوبه.
خوسيه ريفيرو على رأس الجهاز الفني
كيف كانت بداياته مع أورلاندو بايرتس؟
عندما تم الإعلان عن تعيين خوسيه ريفيرو مديرًا فنيًا لنادي أورلاندو، استقبلته الجماهير بانتقادات وسخرية، وأطلقوا عليه لقب “السبّاك”، تعبيرًا عن شكهم في قدراته المجهولة بالنسبة لهم. إلا أن هذا اللقب تحوّل سريعًا إلى اعتراف بقدراته بعد أن قاد الفريق للفوز بعدة بطولات خلال فترة قصيرة.
حقق مع الفريق الجنوب إفريقي 5 ألقاب محلية، تضمنت 3 ألقاب متتالية في كأس MTN8 ولقبين في كأس نيدبانك، ما جعله أنجح مدرب في تاريخ النادي خلال عصر الدوري الممتاز.
أسلوب اللعب: كرة هجومية بلا فوضى
يميل ريفيرو إلى كرة هجومية منظمة، تركز على الاستحواذ والتمركز الذكي. تكتيكه المفضل يتمثل في خطة 4-2-3-1، التي تتيح مرونة كبيرة في التحول بين الدفاع والهجوم. يعتمد على:
- الضغط العالي عند فقدان الكرة.
- تمريرات قصيرة مع بناء الهجمة من الخلف.
- فتح الملعب عبر الأطراف مع تنشيط الجبهتين.
هذه الخطة جعلت من الفرق التي دربها فرقًا تصنع الفرص بكثافة وتستحوذ على الكرة، وهو ما قد يتناغم مع شخصية الأهلي الهجومية.
أرقام تُثبت الجدارة
خلال ولايته مع أورلاندو بايرتس:
- قاد الفريق في أكثر من 100 مباراة.
- حقق 61 فوزًا.
- سجل الفريق أكثر من 160 هدفًا.
- نسبة الفوز تخطت 60%.
ورغم أنه لم يحقق لقب الدوري المحلي، إلا أن أداء الفريق تحت قيادته كان مقنعًا وجعل الجماهير تتخلى عن تشككها الأولي.
مميزات خوسيه ريفيرو كمدرب
- تطوير اللاعبين الشباب: خلفيته من أكاديميات أوروبا منحته خبرة في بناء المواهب، وهو ما انعكس على أداء لاعبي أورلاندو.
- هدوء الأعصاب تحت الضغط: شخصية متزنة لا تدخل في صراعات إعلامية.
- مرونة تكتيكية: قادر على التعديل بين 4-3-3 و4-2-3-1 و3-5-2 وفق ظروف المباراة.
العيوب المحتملة في ريفيرو
- قلة الخبرة في البطولات الكبرى مثل دوري أبطال إفريقيا، رغم نجاحه محليًا.
- عدم التتويج بلقب الدوري، ما قد يثير الشكوك لدى جمهور الأهلي المتعطش للبطولات المحلية والقارية.
هل jose riveiro يناسب الأهلي المصري؟
يُعرف الأهلي بأنه نادٍ لا يقبل إلا بالألقاب، خصوصًا القارية منها. ومع ضغط الجماهير والإعلام، يحتاج المدرب إلى شخصية صلبة. يمتلك ريفيرو كل الأدوات الفنية، لكن التحدي الحقيقي سيكون في:
- إدارة النجوم داخل الفريق.
- التأقلم السريع مع أجواء إفريقيا والعرب.
- التعامل مع جمهور لا يرضى إلا بالألقاب.
لكن ما يجعله مرشحًا قويًا هو قدرته على:
- تحسين الأداء الجماعي.
- بناء مشروع طويل الأمد.
- التطور المستمر في أفكاره.
جماهير أورلاندو من السخرية إلى الحب
لقب “السبّاك” لم يكن سهلًا على المدرب الإسباني، لكنه حوّله إلى حافز. استغل الانتقادات ليصنع فريقًا قوياً ينافس على كل الألقاب. مع الوقت، تغيرت نظرة جماهير أورلاندو له، وأصبح خوسيه ريفيرو من أكثر الأسماء احترامًا في الكرة الجنوب إفريقية.
هذه التجربة قد تمنح الأهلي مدربًا يعرف جيدًا كيف يتعامل مع الضغوط ويحوّلها إلى نجاح.
ماذا يقول الإعلام الأفريقي؟
وسائل الإعلام الجنوب إفريقية وصفت ريفيرو بأنه “أفضل صفقة فنية مرّت على النادي في السنوات الأخيرة”. ونقلت مواقع مثل SABC وIOL إشادات كبيرة بطريقة قيادته للفريق، وقدرته على إدارة غرف الملابس.
التحديات القادمة في القاهرة
قيادة فريق مثل الأهلي ليست سهلة. الجماهير تطالب بدوري الأبطال، والإدارة لا تقبل سوى بالفوز. التحديات أمام ريفيرو تشمل:
- التعامل مع جمهور سريع الغضب.
- توظيف النجوم الكبار بما يتناسب مع فكره.
- الظهور القاري القوي.
خاتمة: هل هو الرجل المناسب في المكان المناسب؟
خوسيه ريفيرو ليس مدربًا متواضع الإمكانيات كما حاول البعض تصويره، بل هو مشروع مدرب كبير. يمتلك فكرًا هجوميًا متطورًا، سجلًا مشرفًا من الألقاب، وشخصية هادئة يمكن أن تكون مفيدة في قلعة بحجم الأهلي.
السؤال الآن: هل يمنحه جمهور الأهلي الثقة والوقت كما فعل جمهور أورلاندو؟ أم أن ضغط الألقاب قد يُجهض التجربة قبل أن تكتمل؟
المصادر:
0 Comments